11-08-2018, 10:49 PM
|
رقم المشاركة : 5
|
|
5)
#السّنّة_وحيٌ_من_الله
#وهي_أحد_مصادر_التشريع
#والطعن_في_ثبوت_السنة_وحجيتها
#بزخارف_القول
#دعوة_للطعن_في_الإسلام
فائدة : في السنة مع القرآن :
آتى الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم
الحكمة – التي هي السنة – وهي وحي ثانٍ
مثل القرآن ، قال تعالى :
{ وأنزل الله عليك الكتاب والحمكة }
سورة النساء 113
وصح عن النّبي صلّى الله عليه وسلم أنّه قال :
( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ) ،
وبذلك تحقق تكميل الدين وبيان القرآن للمسلمين الذي وعد الله تعالى به بقوله :
{ ثمّ إنّ علينا بيانه }
سورة القيامة 19
والذي جعله الله تعالى مهمة نبيّه صلى الله
عليه وسلم : { وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للنّاس
ما نُزِّل إليهم ولعلّهم يتفكّرون }
سورة النحل 44
وقد عَلَّمَ النبي صلى عليه وسلم أُمّتَه السّنّة
كما علّمها القرآن ،
وهي تتناول كل ما تكلّم به النّبي صلّى الله عليه وسلم غير القرآن من أنواع الخبر ، والأمر ،
والفعل ، والترك ، والإقرار ،
والإنكار لما خالف ما جاء به من تصرفات الأُمّة وبيان وجه الصواب فيه ،
وغير ذلك من وجوه التّشريع الواردة في السّنّة والتي هي موافقة وتأكيد للقرآن وبيان له .
فقد اتّفق الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان
وأئمة الهدى من بعدهم بشأن السّنّة
على أمور :
الأول : أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قد بَلّغَ
وبيّن لِلنّاس لفظ القرآن ومعناه ،
فمعاني القرآن التي اتفق عليها المسلمون
اتفاقاً ظاهرا ممّا توارثته الأمّة عن نبيها
صلى الله عليه وسلم كما توارثت ألفاظ القرآن .
الثاني : أنّ بلاغ وبيان النّبي صلى الله عليه وسلم للقرآن تحقق بأقواله ، وأفعاله ،
وتقريره لما فُعِلَ بحضرته أو في زمانه
موافقاً لما جاء به ،
وإنكاره ما كان من تصرفات النّاس أو أقوالهم مخالفاً ما جاء به وبيان وجه الصواب فيه .
قال حسان بن عطية رحمه الله :
كان جبرائيل عليه السلام ينزل بالقرآن والسّنّة
على النّبي صلى الله عليه وسلم ،
ويعلمه إياها كما يعلمه القرآن .
الثالث : أن الأحاديث الثابتة الصحيحة عن
النّبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم
تأتي مع القرآن على أحوال هي من وجوه بيان
السنة له فمنها :
أ – أنها تأتي مقررة لنصوص القرآن مؤكدة
على معناها ، فتكون مواطئة للقرآن دالة
على مثل ما دل عليه .
ب – تأتي مفسرة لمجمل القرآن مبينة له
موضحة للمراد به .
ت – تكشف معانيها كشفاً مفصلا ؛
كما فسّر النّبي صلى الله عليه وسلم الزيادة
في قوله تعالى :
{ للّذين أحسنوا الحسنى وزيادة }
سورة يونس 26
بأنّها النظر إلى وجه الله الكريم .
ث – تخصيص بعض عموم القرآن ؛
كقوله تعالى : { كُتب عليكم إذا حضر أحدَكم
الموتُ إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين
بالمعروف حقًّا على المتّقين }
سورة البقرة 180
حيث قال صلى الله عليه وسلم :
( إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه ؛
فلا وصية لوارث ) .
ج – وقد تأتي السنة بأحكام ليست في القرآن
كما صح أنه صلى الله عليه وسلم :
( نهى يوم خَيْبَر عن كل ذي مخلب من الطير ،
وعن كل ذي ناب من السباع ) .
ونهى صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها في عصمة الزوج .
ح – تدفع عنه الاحتمالات ؛
كما فسر النبي صَلى الله عليه وسلم
في قوله تعالى :
{ الذين آمنوا ولَم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك
لهم الأمن وهم مهتدون }
سورة الأَنْعَام 82
بأنّه الشرك .
خ – جاءت الأحاديث في باب الاعتقاد
وفِي باب الأحكام موافقة للآيات مع زيادة تفسير لمجمل الآيات ،
أو تأتي مع التفسير بزيادات لا تعارض القرآن .
كل ذلك لتقوم حجة الله به ،
ويُعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بيّن
ما أنزل إليه من ربه ،
وأنّه بلّغ ألفاظه ومعانيه بيانا حصل به العلم واليقين ،
وقامت به الحجة ، وزالت به المعذرة ،
وأوجب العلم والعمل ، وبيّنهما صلى الله عليه وسلم أحسن البيان وأوضحه .
ومما ينبغي التأكيد عليه في هذا السياق ما يلي :
– لم يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ما يخالف القرآن أو يخالف صريح العقل
وإنما قد يَفهم بعض الناس ذلك
وخطأ الفهم ليس حجة على الشرع .
– وقد يكون في الحديث زيادة على القرآن
وهي زيادة بيان .
– لذا قد أجمع أئمة الإسلام على الأخذ بحديث
الرسول صلى الله عليه وسلم إذا صح
ولم يأتِ بعده حديث آخر ينسخه .
– ولا يعارضون الحديث الصحيح بالقرآن
ولا بالإجماع ، ويعلمون أن هذه المعارضة
من أبطل الباطل .
– ولهذا كان من طريق أئمة الإسلام أنّهم يستدلون بالآيات القرآنية ، ثم يتبعونها بالأحاديث النبوية الموافقة لها كما هي طريقة البخاري
رحمه الله تعالى .
الفوائد السنية على العقيدة الواسطية
للشيخ عبد الله بن صالح القصير
( ص 232 - 235 ) .
يتبع ————————
التوقيع - رشيد أبوأيوب |
حسابي في تويتر
@RachidYamouni
التصفية و التربية
|
|
|
|