ياهلا باخي النوماس
صبحك الله بالخير
بالنسبة لموضوع راشد الخلاوي بارك الله فيك يوجد لدي عدة استفسارات
المعروف والمتداول بين الباحثين انه تعرف بمنيع بن سالم وهو بعمر كبير تجاوز الثمانين.
الشئ الاخر ان منيع بن سالم كان فتاً غراُ ذلك الوقت.
هناك امور لانستطيع ان نتجاوزها وهي:-
1
- تقول ان الخلاوي كان يرسل مرسوله لوالده فياليت بالتحديد تخبرنا اخي الحبيب متى كان هذا هل هو قبل ان يتعرف على منيع بن سالم ام بعده.فان كان بعد تعرفه فمعنى كلامك ان والد الخلاوي تجاوز المئة سنة في عمره.
2-تقول ان الخلاوي عاش بالقرن العاشر اي في سنة 1926-1029 وهو من المشعشعين فلناخذ هذا بالموافقة المبدئية فكيف ننفي ان منيع بن سالم من ذرية عصفور بن راشد او مايسمون بالقديمات سابقا وهذا يتضح من قصائد ابن زيد مع شاعر القديمات الموضح بالموضوع الذي انزلناه سابقا.
سانزل الان موضوع عن الدولة المشعشعية باللغة العربية لنرى الاختلاف بين النسخة الفارسية والعربية ونعرف على نحن على نفس النمط ام هناك اختلاف في ماكتب .
إمارة المشعشعيين
في هذا الجزء من كتابه يتناول المؤلف بالتفصيل تاريخ الأسرة المشعشعية ونسبها وكيفية صعودها واستيلاءها على المدن الاهوازية وبعض المدن العراقية، حيث يقول:
يصل نسب السادة المشعشعيين الى الإمام موسى الكاظم عليه السلام، وقد بدأت مرحلة حكمها سنة 845 هجرية، وكان مؤسس إمارة المشعشعيين هو السيد محمد بن فلاح المشعشعي ، وكان رجلا فاضلا زاهدا متبحرا في علوم المنطق والدين ، وكان أجداده من سادات العرب المعروفين في المدينة وقد هاجروا في عهد شاه خدا بنده من السلالة التيمورية الى العراق ، واستقروا في مدينة واسط العراقية الى جوار نهر " الحج " ، ثم عبرت هذه الأسرة مع مجموعة من الأسرة والعشائر نهر دجلة ، وانتخبت لتكون رئيسة لقبيلتي نبس "مدجج " و" السلامات " اللتين كانتا تسكنان مدينة الحويزة وفي هذا الصدد يقول المؤلف ، كان السيد محمد من محبي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وفي عهده تحولت مدينة الحويزة الى مركز علمي يؤمه المسلمون من كافة المناطق ، أما سبب تسميته بالمشعشع ، يقول المؤلف ان هذه التسمية أطلقت عليه من قبل إتباعه لما يتمتع به من صورة جميلة وطلعة بهية ونورانية ، لذلك انشد الشاعر العربي بحقه يقول :
مشعشع الخد كم دبت عقاربه = لوجنتيه وكم سابت أفاعيها
وسجر النار في قلبي وحل بها = ان المشعشع نار ليس تؤذيه
ويعرف المشعشعيون به آل فلاح والموالي، وكما قلنا فان نسبهم يصل الى الملم موسى الكاظم، فمؤسس أسرتهم هو محمد بن هبة الله بن الحسن بن علي المرتضى بن النسابة عبد الحميد بن شمس الدين فخار النسابة الدائري بن إبراهيم المجاب بن الصالح العابد بن الإمام موسى الكاظم وقد بسط نفوذ سلطته إضافة الى مدينة الحويزه، على بني كعب وبني لام واراضي واسط والجهة الثانية من نهر الحج ووصلت حتى المنتفق، وفي عام أهجرية اعتزل السيد محمد الحكم و نصب ولده السيد علي خلفا له، الا ان السيد علي قتل في احد الحروب الداخلية في 22 رمضان 860 هجرية فعاد السيد محمد واستلم حكم إمارة الحويزة ثانية وبقي أميرا لها حتى وافته المنية في 7 شعبان 866 هجرية وانتقل الى جوار ربه.
وبعد وفاة السيد محمد تولى من بعده إدارة شؤون الأمارة ولده السيد محسن بن محمد بن فلاح وكان ذلك عام 866 هجرية، وبعد ان يسلط المؤلف الأضواء على شخصية هذا الإنسان يتطرق الى حروبه ومنجزاته حيث يقول، ومن منجزاته بناء قلعة كوت الحويزه التي عرفت فيما بعد بالمحسنية وقد امتدت سيطرة المشعشعيين في عهده من ميناء البصرة في العراق الى نهر تميم في عبادان، ومن الدورق الى بندر عباس، وشملت سلطته أيضا مناطق دهشت، كهكلوية ، بوير احمد ، رامز وشوشتر الى مناطق فارس وبختياري ولرستان وكرمنشاه ومنطقة الإحساء والقطيف في العربية السعودية وقد توفي في مدينة الحميدية - العلة – سنة 914 هجرية ، بعد ذلك تولى الأمارة اخواه مولا علي ومولا أيوب وقد قتلا بمؤامرة من قبل حاكم شوشتر سنة 914 هجرية ودفن في منطقة الزوية في مدينة الاهواز .
بعد ذلك يتحدث الملف عن الحروب التي دارت بين حاكم شوشتر وأسرة المشعشعيين انتقاما لمقتل الأخوين علي وأيوب، وكيف استطاع المشعشعيون احتلال قلعة عبد الله بن الدية الحصينة، كما يتحدث عن حروب المشعشعيين مع الصفويين وخاصة شاه إسماعيل ألصفوي، وعن احتلال مدينة الحويزة من قبل هذا الاخير والذي قتل على أثرها العديد من أفراد الأسرة المشعشعية.
بعد هذه المجازر المحزنة التي حلت بأهالي الحويزة، آلت الأمارة الى السيد فلاح بن السيد محسن الذي حكم من عام 914-920 هجرية وكان السيد فلاح على علاقة حسنة مع الشاه إسماعيل الصفوي ، وقد استطلع وبحنكته ودرايته ان يعيد سلطة المشعشعيين على الحويزة ، وان يحافظ على استقلال أمارته الديني والسياسي وان يجبر اكبر قوة حاكمة في ايران آنذاك وهم الصفويين الاعتراف بأمارته وذلك في عهد الشاه عباس الكبير ( 989-1038) وعلى إثره شهدت العلاقات بين الحويزة والحكم الصفويين تطورا ملحوظا .. حيث اعترف في وقتها ان حكام الحويزة من السادة المشعشعيين على انهم حكام ( عربستان ) وهذا يعني ان أحفاد السيد محمد بن فلاح قد حافظوا على سلطتهم وبسطوا نفوذهم على نعظ اراضي " عربستان " الا ان أجزاء من المناطق الشمالية والشرقية أصبحت تحت إدارة الولاة الذين تعينهم الحكومة الصفوية ومنذ ذلك الوقت وفي سبيل فك الارتباط بين سلطة الولاة المعينين من قبل السلطة المركزية الايرانية والسلطة العربية أطلق على الجزء العربي من الاهواز اسم عربستان وبقي القسم الأخر يعرف بنفس الاسم " خوزستان " ولإثبات هذا القول يستند المؤلف على عدة مصادر منها كتاب " مجالس المؤمنين " من تأليف القاضي نور الله الشوشتري الباب التاسع الذي بدأ تأليفه سنة 993 وتم الانتهاء منه سنة 1010 هجرية وكتاب " تاريخ عالم أراء عباسي "ص قي شرحه لإحداث السنة الثامنة لجلوس الشاه عباس الأول وإرسال الجيش الى خوزستان وعربستان وللتأكيد على تسمية عربستان ينقل المؤلف مقتطفات من رسالة حشمت الدولة حاكم خوزستان ولرستان التي أرسلها سنة 1293 هجرية الى شيوخ قبيلة بني سالة وهما الشيخ نعيمة والشيخ مهودر حيث يقول لهما ان الملك قد ولاه ولايتي عربستان لرستان وللتأكيد على تسمية عربستان ينقل المؤلف عما كتبه بعض المؤرخين والرحالة والمستشرقين الاجانب ، فيذكر ان الجنرال السيربرسي سايكس مؤلف كتاب عشرة آلف ميل من ايرا ن يقول " انه من السرور بمكان ان اقترب من عربستان وان أتعرف على اوابدها وأثارها التاريخية " ، وينقل عن لورد كرزون قوله " ان عربستان اسم منطقة تقع بين الجبل والبحر وتشمل دزفول ، شوشتر ، الحويزة ، ورامهرمز ، وحدودها من ناحية الغرب نهر كرخة والمحمرة ومن الشمال جبال البختيارية ومن الجنوب شط العرب والخليج وفي الشرق نهر هنديجان ، ان عربستان نفسها هي خوزستان او عيلام او الشوش القديمة ، وينقل المؤلف عن" هوآر المشتشرق الفرنسي في كتابه " ايران والحضارة الايرانية القديمة " الذي صدر عام 1925 " ليوجد في السند ودجلة نهر قابلة للملاحة غير كارون ، وفي الحقيقة هذا النهر ليس جزء من الاراضي الايرانية لانه يسير في منطقة منبسطة تشكل اليوم ولاية تسمى باسم عربستان وقد عرفت هذه الولاية في الأزمنة الغابرة بأصم سوزياه " .
يقول المؤلف وبعد وفاة مولا فلاح تسلم مقاليد الأمارة من بعده وكحاكم لمدينة الحويزة ولده مولا بدران ( 948- 920 ) هجرية وقد دخل في حروب مع القبائل العربية في غرب الحويزة ، وتقدم حتى وصل مدينة مكة وقد انتصر في عدة حروب وقد اجبر قبيلة شريف او الشرفة على النزوح ( من مكة ) الى مدينة الحويزة وعلى اثر هذه الحادثة اكتسب ولاة عربستان من الأسرة المشعشعية شهرة واسعة وامتدت سلطتهم لتشمل بالتدريج مدن دزفول ، شوشتر ، بهبهان ، زيتون بالقرب من بهبهان ومنطقة كعب ، وكذلك جزائر الفرات ودجلة ونهر الحج وبني لام ، وجزءا من قبائل المنتفق واصبح لوالي الحويزة المولى بدران جيش قوامه 18 الف مسلح أما حرسه الشخصي الخاص فيتكون من 18 الف فارس " خيال" كانوا مستعدين دائما وأبدا للقتال ، وهم يمتطون الخيول العربية الأصيلة ولينقصهم شي من حيث السلاح والعتاد الحربي .
يستمر المؤلف في سرد الوقائع والإحداث التي حدثت في عهد الأسرة المشعشعية، فيذكر انه بعد وفاة مولا بدران، تولى الأمارة من بعده ولده مولا سجاد ( 948 - )922 ) هجرية، من ثم مولا زنبور بن سجاد( 992-998) هجرية ومن ثم مولا مبارك بن حيدر بن محسن ( 998-1025 ) هجرية ومن ثم مولا ناصر بن سيد مبارك ( 1025 – 1026 ) هجرية الذي مات مسموما من قبل أعدائه ثم تولى الحكم من بعده سيد راشد بن سيد سالم( 1026 – 1029 ) هجرية ومن ثم مولا محمد بن مبارك(1029 -1044) هجرية ثم سيد منصور بن مطلب( 1044- 1053 ) هجرية، ومن بعده استلم حكم الأمارة مولا بركة ( براك ) بن منصور( 1035- 1060 ) وكان مولا براك صديقا للشاعر العربستاني المعروف شهاب الدين بن معتوق وقد أهداه ديوانه الشعري المسمى ب ( ديوان بن معتوق ) وبعد عزل مولا براك سنة 1060 من الحكم خلفه السيد عليخان بن خلف ( 1060 – 1088) وبعد ذلك استلم السلطة سيد حيدر خان بن عليخان ( 1088-1092 ) ثم مولا عبد الله خان بن عليخان ( 1092-1097) ومن ثم مولا فرج بن عليخان (1097-1111) هجرية وفي عهده تمكن مولا فرج من سك النقود العربية باسمه وسميت نقوده" بالمحمدي" وقد كتب على احد وجوه هذه العملة عبارة " لا اله الا الله محمد رسول الله " وعلى الوجه الثاني "علي ولي الله" ضرب الحويزة .
بعد ذلك تولى الحكم من بعده عمه مولا هبت الله ( 1111-1111) هجرية وكان رجلا طاعن بالسن ، فاستغلت القبائل البدوية ضعفه وهاجمت مدينة الحويزة ، فاستلم من بعده مولا علي بن عبدا لله الى الحكم ( 1111-1114 ) هجرية جاء من بعده مولا عبدا لله خان ( 1114 – 1125 ) وفي عهده أاستمرت قلاقل القبائل البدوية وازدادت حدة الناقضان بين أفراد الأسرة الحاكمة وأخيرا وفي عام ( 1125) هجرية عزل مولا عبدا لله وتولى السلطة من بعده اخوه محمد وفي أيامه ترددت أوضاع الأمارة ، مما ارتاح لفوات باشا بغداد ان تهاجم أراضيه وتتقدم حتى نهر كارون وكان ذلك سنة ( 1130) هجرية ونتيجة لهذه الاوضاع فما كان من الحكومة الايرانية الا المبادرة الى تقوية حدودها فأوعزت الى حاكم شوشتر ان يتوجه بجيشه الى مدينة الحويزة من احتلالها ، وهذا ان دل على شي إنما يدل على ان الحكومة المركزية قد فقدت ثقتها بحليفها حاكم الحويزة ، ثم يتناول المؤلف هذه المرحلة نشئ من الإيجاز فيأتي الى ذكر التطورات التي حدثت عام 1140 – 1141 والتي أدت الى ظهور الافشاريين كقوة عسكرية جديدة في المنطقة حيث عقد نادر شاه الافشار وهو من القبائل التركية معاهدة صلح مع العثمانيين وبعدها توجه الى -عربستان - يرافقه جلاده محمد حسن خان مهاجما المناطق العربية ممعنا قتلا ونهبا بالسكان العرب الآمنين فارضا سيطرته على إمارة المشعشعين ، حيث قام عام 1150 بتعين شخص من أقربائه يسمى " بيكر بيكي " واليا من قبله على الحويزة ، وبقيت هذه المدينة تحت سيطرة الافشار حتى عام 1156 هجرية 1743 ميلادية وكان اخر حاكم افشاري لها يسمى فاروق خان .
يقول المؤلف وما ان قتل نادر شاه الافشار حتى عاد مولا مطلب بن محمد بن سيد فرج الله واستلم السلطة في الحويزة مرة ثانية وفي عام 1160 هجرية 1748 م وسع نفوذ أمارته لتشمل مدينة الدورق، فألقى القبض على حاكمها المعين من قبل نادر شاه زاجا به في السجن، وفي نفس العام حرر مدينة دزفول وبعدها توجه الى شوشتر، الا ان الفيضانات منعته من ذلك وقد اعترف بسلطته على المنطقة عادل شاه الذي جاء بعد مقتل نادر شاه لا كأمير على الحويزة وحسب وإنما أميرا لكل عربستان ( خوزستان ) الا ان مولامطلب قتل من قبل عليمحمد خان، وبعد مقتله تولى الحكم من بعده ابن عمه مولا جواد ومن ثم مولا إسماعيل و ثم مولا محسن ومن ثم مولا محمد ومن ثم مولا مطلب ومن ثم مولا عبد علي ومن ثم مولا فرج الله - 1293 – وبعد ان يتطرق المؤلف الى إحداث والتطورات التي حدثت في عصره يقول وبعد وفاة مولا فرج حكم ولده مولا عبدا لله ومن بعده مولا مطلب بن مولا نصر الله وقد انتهت إمارة المشعشعيين ايام مولا مطلب على يد الشيخ خزعل الحاج جابر الكعبي حاكم عربستان الجديد، وكان الشيخ خزعل قد عين مولا طعمة حاكما على الحويزة الا ان هذا الاخير وبعد فترة قصيرة قتل على يد السيد نعمة بن السيد محمد بالقرب من نهر كارون وبذلك انقرضت إمارة المشعشعيين نهائيا.
يقول المؤلف ان ما تبقى من ولاة الحويزة انضموا تحت لواء الشيخ خزعل، وقد جرت مصاهرة بينهم وبين الشيخ حيث تزوج خزعل ابنة احد زعماء الموالي.
تحياتي لاخي النوماس ولي عودة للمناقشة بعد الانتهاء من ردكم الكريم